نهاية زمن إعلام التضليل تقترب

الخميس - 30 يناير 2025

- حازم غراب
( الخبير الإعلامي ومدير فضائية مصر 25 سابقا )

بقلم: حازم غراب

 ظل الإعلام بأنواعه المكتوبة والمسموعة والمرئية أحد أهم وسائل تغييب وتزييف الوعي طيلة القرن العشرين، ونحو عقد من قرننا الحالي. ظل الإعلام التقليدي المكتوب والسمعي البصري أدوات تضليل رئيسية عند السلطة أي سلطة، وعند أصحاب رؤوس الأموال، لا فرق في ذلك بين دول العالم الأول والثالث.

كل النظم السياسية والسلطات في العالم دلست وضللت شعوبها، واستعانت تلك السلطات بأعوانها الرأسماليين الذين امتلكوا وسائل إعلام خاصة. التدليس والتضليل تراوحت نسبته وتوقيتاته حسب ظروف ودرجة تحضر وتطور كل دولة. وإلى جانب الإعلام تم توظيف العلم الاستخباراتي الشرير المسمى "غسل أو بالأحرى (تلويث) الأدمغة". يوظفون أو يستغلون فيه أحوال النفوس القلقة الفاسدة أو المريضة الخائفة والجشعة، وغريزة الجنس.

شاهدنا كل ذلك يتجسد في حالتنا المصرية بعد ثورة يناير ٢٠١١ . أما كونيا فقد وظف  الإعلام الصهيوصليبي الأميركي  أفلام هوليود وقنوات الدراما والمسلسلات لغسل أدمغة اليابانيين والشعوب الأوروبية والآسيوية والأفريقية التي خضعت للامبراطورية السوفيتية. من تصاريف القدر وتطورات علوم الاتصال في العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين نستطيع التنبؤ بأن التضليل الإعلامي إلى زوال، إن لم يكن قد زال نسبيا بالفعل.

في حالتنا المصرية يرى بعض خبراء الإعلام الأحرار أن ستين بالمائة من شعب مصر (أي الشباب)، لا يصدقون ولا يتعرضون لوسائل الإعلام الحكومية ولا لصحف وفضائيات المجهود الحربي التابعة للانقلاب. الإعلام الجديد والتواصل الإليكتروني يسهم في تحرير الشباب من ربقة المضللين السلطويين.

وقد شهدنا  إبان أحداث ثورة يناير (المواطن الصحفي) وهو يخبر ويصور ويمنتج ويعلق ويفضح ويضغط ويغير. هذه خلاصة تجربة ومشاهدات كاتب هذه السطور في مهنة الإعلام لأكثر من ٤٠ عاماً هي عمري المهني. بدأتها من مطبخ السلطة السياسي نهاية السبعينيات إلى الإعلام الأجنبي والإقليمي المهني طيلة الثمانينيات والتسعينيات، وإلى ما بعد انقلاب ٢٠١٣.