يواصل النظام المصري سياسات القتل المتعمد بالإهمال الطبي ، والانتهاكات المستمرة في حق المعتقلين، لتكون هذه هي الوفاة الرابعة في شهر سبتمبر بين المعتقلين ، كما ترصد "الشبكة العربية " تعرض حياة محامون حقوقيون وصحفيون للخطر، وفي سياق متصل رصدت "المبادرة المصرية "    41 حكم مسيس بالإعدام في أغسطس الماضي .. ومن خلال سطور هذا التقرير نتعرض للتفاصيل.     

كشف مركز الشهاب لحقوق الإنسان، الأحد، عن وفاة المعتقل المصري أحمد النحاس63 عام ، الذي كان يعمل مهندسًا في محافظة الإسكندرية، وتوفي في "سجن تحقيق طرة" يوم الخميس الماضي، وعلمت أسرته بوفاته أمس الأحد فقط.

ويعد أحمد النحاس واحد من أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة، فهو عضو الهيئة العليا للحزب، وعضو مجلس الشورى العام الذي يمثل الجهة الرقابية الأعلى داخل الجماعة، وتم اعتقاله عدة مرات إبان حكم الرئيسين المصريين، محمد أنور السادات، والمخلوع حسني مبارك.

وقد نعت الجماعة الفقيد عبر موقعها الرسمي إخوان أون لاين ، تحت عنوان : " جماعة "الإخوان المسلمون " تنعي المهندس أحمد النحاس أحد قياداتها الصامدين الأبرار" وذكرت في نعيها أنه " كان من أوائل من بادروا إلى تعمير الصحراء فى مشروع الواحة الخضراء و كان له دور بارز فى إعادة تنظيم نقابة المهندسين الفرعية بالأسكندرية وإنشاء أول ناد للمهندسين هناك بعد انتخابه عضوا بمجلس إدارتها عام ١٩٨٥م .  تم اعتقاله ظلما عدة مرات منذ أن كان طالبا عام ١٩٨١م  عقب اغتيال السادات ، مرورا بانتخابات مجلس الشعب ١٩٨٧م وما يسمى قضية "غسيل الأموال " عام 2007م  مع المهندس خيرت الشاطر والأستاذ حسن مالك ، ثم اعتقاله مؤخرا في ١٠ يوليو الماضي حيث ظل رهن الإخفاء القسرى لأكثر من شهر حتى وفاته في محبسه . نسأل الله سبحانه وتعالى أن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا "  . 

    ووفقا للشهاب ، أصيب "النحاس"  بفيروس "كورونا" ولم يتم عزله أو تقديم الرعاية الطبية له ، وترك حتي تدهورت حالته الصحية وحدث عجز كبير في نسبة الأكسجين بجسده مما أدى إلى وفاته .

فيما طالبت منظمات حقوقية أخرى بفتح التحقيق في ملابسات وفاته ..

و"النحاس" هو  حالة الوفاة الرابعة في السجون ومقار الاحتجاز المصرية خلال سبتمبر الجاري ...  بعد وفاة محمود عبد اللطيف (47 سنة) في سجن وادي النطرون .. وخالد عريشة في 21 سبتمبر .. و سلامة عبد العزيز (42 سنة) يوم 19 سبتمبر .. وارتفع  عدد وفيات السجون ومقار الاحتجاز المختلفة منذ بداية العام الجاري إلى 39 ضحية ..

منظمات وحملات حقوقية على رأسها  حملة المادة 55 - كوميتي فور جستس والمؤسسة العربية للحقوق المدنية والسياسية وحملة حقّهم.. أصدروا تقريرا مؤخرا أكدوا فيه تعمد النظام قتل المعتقلين بالإهمال الطبي المتعمد و ارتفاع الوفيات في سجون مصر نتيجة  لهذه السياسات ..

وعلى صعيد متصل .. كشفت " الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان " في تقرير صدر اليوم الأثنين عن الانتهاكات الجسيمة التي يتعرّض لها المحامون والحقوقيون والصحفيون في السجون والمعتقلات ..

وأوضح التقرير ، أن هناك ملاحقات أمنية ومنع من السفر ومصادرة للأموال والممتلكات للحقوقيون في مصر بصورة مستمرة ..   ذلك بخلاف إهمالهم طبيا بشكل متعمد وتدهور الحالة الصحية لبعضهم  داخل مقار حبسهم ، ومنهم المحامي محمد الباقر والحقوقي هيثم محمدين والحقوقية هدي عبد المنعم وعزت غنيم  ومحمد رمضان وحياتهم أصبحت في خطر.

ومنظمات حقوقية : تدهور الحالة الصحية رئيس تحرير الأهرام الأسبق  بعد إضرابه عن الطعام  .. والكاتب الصحفي أحمد سبيع يتعرض لأزمة قلبية وتدهور كبير في حالته الصحية

كما أن الممارسة العملية بحق المحامين المدافعين عن حقوق الإنسان  أسفرت عن القبض على العديد منهم وتعرّض الكثيرين منهم إلى الانتهاكات الجسيمة...  في مسلك مناف لالتزامات الدولة التي يجب أن تفي بها كحقوق أساسية للمحامين

وطالب تقرير "الشبكة العربية" جميع المسؤولين بالدولة وعلى رأسهم النائب العام، بأنهم مدعوون فوراً إلى البدء في الوفاء بالتزاماتهم القانونية واتخاذ إجراءات عاجلة وعمل حقيقي نزيه وجاد .. لضمان حقوق المحامين دون انتقاص والإفراج عنهم فورا ..

وأشار التقرير إلى أن النظام المصري لم يكتفي  بالملاحقات الأمنية للمحامين الحقوقيين  وحبس مطول وإدراج على قوائم الإرهابيين .. لكن هناك نوع آخر من الانتهاكات المتمثلة في الاعتداءات  الجسدية الجسيمة أو القبض عليهم استناداً لمحاضر توصف بغير الحقيقية والكيدية يحرّرها ضباط قطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية  

وفي سياق محاولات النظام التخلص من معارضيه ... "المبادرة المصرية" للحقوق الشخصية ترصد أحكام  صدور أحكام مسيسة وجائرة بالإعدام لـ41 معتقلا خلال شهر أغسطس المنقضي...  في 22 قضية تم نظرها أمام محكمة الجنايات

ومن جانبها كشفت مصادر دبلوماسية عن استمرار انتقادات أمريكية لنظام السيسي حول ملف حقوق الإنسان...  في اللقاء  الذي نظمته شركة "براونستين هيات"  المستشار الإعلامي لمصر في الولايات المتحدة مع شخصيات مؤثرة في دائرة القرار الأمريكي

وقالت "المصادر" : هناك تنامي اللانتقادات الأمريكية لنظام السيسي ..  ما يثير الغموض حول مصير المعونة المقدمة لمصر مستقبلا

وقد واجه وزير خارجية النظام المنقلب "سامح شكري"..  انتقادات حادة وأسئلة صعبة خلال اللقاء مع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي  الجمعة الماضي

وكان الملف الحقوقي والهيمنة العسكرية على الاقتصاد المصري .. أهم محاور الانتقادات الأمريكية