أسد علي وفي الحروب نعامة” .. هذا المثل يقال كناية عن الجبان الذي يظهر شجاعته على المسالمين وينهزم أمام من يقف أمامه ويواجهه من الأقوياء .
وهو مأخوذ من بيتين شعريين قيلا في الحجَّاج بن يوسف الثقفي لجبنه عن مواجهة غَزَالة زوجة شبيب بن يزيد بن نعيم الشيباني الخارجي ، التي دعت الحجاج للمبارزة ففر منها ولم يجبها للنزال فقال فيه الشاعر :
أَسَدٌ عليَّ وفي الحروب نعامة .. فَتْخَاء تَنْفُرُ من صفير الصافرِ
هـَــلَّا بَرَزْتَ إلى غزالةَ في الوغى .. أم كان قلبك في جناحَي طائرِ؟ .
هذا المثل ينطبق تماماً على نظام الانقلاب العسكري في مصر ، الذى أظهر قوته واستعراضاته وجلاوزته وقناصته على المعتصمين السلميين في رابعة والنهضة ، وارتكب العديد من المجازر بحق المتظاهرين السلميين ، وحاول أن يغسل يديه من دماء الأبرياء بدراما ومسلسلات فاشلة هابطة قام بها مجموعة من المشخصاتية والمرتزقة ظهرت سرقاتهم وفضائحهم عندما اختلفوا .
إنها لعنة الدماء الطاهرة .
وهكذا النظام عندما يتعامل مع تواضروس والكنيسة والأديرة يبدو حملاً وديعاً لايجرؤ على التعامل معهم بنفس الطريقة التى تعامل بها مع المعتصمين السلميين . وهو ماظهر من خلال تعامل النظام الانقلابي مع أزمة دير الأنبا مكاريوس بوادي الريان والذى يعتبر دولة داخل الدولة ومستعمرة كنسية على أرض الدولة .
حيث فرض رهبان الدير سيطرتهم على ألاف الأفدنة وأقاموا حولها سوراً ضخماً وعندما حاول النظام الانقلابي عبر وزارة بيئته استرداد أراضي الدولة المنهوبة ..
تصدى لهم رهبان الدير واشتبكوا مع قوات الأمن ، واعتدوا عليهم بالصلبان والهروات لمنعهم من تنفيذ أحكام قضائية أصدرها القضاء الشامخ لصالح وزارة البيئة بإخلاء 9000 فدان يسيطر الرهبان عليها بالقوة ووضع اليد .
فضلاً عن استيلاء قساوسة ورهبان الدير على محمية طبيعية نادرة بالاضافة إلى مساحة كبيرة من الأراضي إبان ثورة 25 يناير وأقاموا عليها أسواراً ومبانٍ بالمخالفة لقوانين حماية المحميات الطبيعية .
وعندما حاولت وزارة بيئة الانقلاب أمس الأحد إزالة التعديات عن الأراضي التي استولى عليها رهبان الدير وإعادة ضمها لمحميات وادي الريان وتنفيذ أحكام القضاء الشامخ .. تصدي رهبان وقساوسة المنطقة لقوات الأمن لمنعهم من تنفيذ الأحكام القضائية المتعلقة بإخلاء المنطقة .
وبالرغم من أن الكنيسة المتواطئة مع النظام الانقلابي أصدرت بياناً بتاريخ مايو 2015 اعتبرت فيه أن الدير غير معترف به كنسياً ، وأن للدولة الحق في التعامل القانوني معه وإخلاء المنطقة لتنميتها مع الحفاظ على الطابع الأثري لها والمقدسات الموجودة هناك .. إلا أن رهبان الدير رفضوا تنفيذ قرارات الدولة وضربوا بها عرض الحائط !! .
ولكن النظام الانقلابي المتواطئ مع الكنيسة منح التجمع الرهباني بالدير 3500 فدان مقابل حق انتفاع يبلغ 511 ألف جنيه سنوياً ، ليكون إيجار الفدان شهريا 12 جنيه فقط !! ، ولم ينص العقد على مدة زمنية محددة لحق الانتفاع ، بل ترك المدة مفتوحة بالنص على تجديد العقد سنويا تلقائياً .
لأنه في ظل النظام الانقلابي يتمتع النصارى بنفوذ كبير في الدولة ، لدورهم في الانقلاب على الرئيس المنتخب ومايقدمونه من دعم لقائد الانقلاب في زيارته لأوربا وأمريكا واستقباله بالزفة البلدي هناك .
ففي الوقت الذى تم فيه هدم عشرات المساجد في البحيرة والإسكندرية بزعم توسيع الطريق لم تجرؤ داخلية الانقلاب على هدم سور كنيسة يسد طريقا عامَّاً .
وهكذا يقوم نظام الانقلاب بترميم المعابد اليهودية الذي كلف خزينة الدولة مليارات الجنيهات ، وإعطاء تراخيص بناء كنائس جديدة ، وتقنيين المخالف منها ، لكنه في الوقت نفسه يهدم عشرات المساجد بدعوى مخالفتها وإقامتها على أراضي الدولة !! .
والحقيقة التى يعلمها الجميع أن دير الأنبا مكاريوس بوادي الريان بالفيوم هو مجرد دير وهمي يضم مجموعة من اللصوص وقطاع الطريق الذين استولوا على آلاف الأفدنة من أراضي الدولة ويقومون بالتنقيب عن الآثار حتى أنهم استقدموا خبير آثار ألماني لزيارة الدير بطائرة خاصة بزعم أن الرهبان أثناء قيامهم بعمل مغارات للصلاة فى الجبل وجدوا بعض الآثار القبطية التى ترجع للقرن الرابع الميلادي .
وهل هذا يبرر لهم التنقيب على الآثار بعيدا عن أعين الدولة؟!!
والنظام الانقلابي يغض الطرف عن كل هذه الممارسات من أجل عيون تواضروس والكنيسة!!
وقد كشفت واقعة مقتل الأنبا ابيفانيوس ، والذى اعترف المشلوح أشعياء بأن الأنبا ابيفانوس رئيس الدير اتهمه بالسرقة وتجارة الآثار ، فاتفق مع فلتاؤوس وضربه على رأسه بحديدة .
كما اعترف أشعيا بمحاولته الانتحار أثناء عرضه على الطب الشرعي ، باستخدام سكين مطبخ ، وأقر بأنه حاول ذبح نفسه أكثرمن مرة ولكن محاولته باءت بالفشل ، وأن سبب محاولته الانتحار حالته النفسية وخوفه من الطرد من الرهبنة والتجريد لوجود تسجيلات جنسية له مع سيدات ، لأنه استغل سلطانه كراهب فى الدير لإنشاء تلك العلاقات النسائية .
إذن فالنظام الانقلابي يهدم البيوت على رؤوس ساكنيها وقائد الانقلاب يهدد ويتوعد بأنه إذا استدعى الأمر ينزل قواته المسلحة كلها بمعداتها لهدم كل المخالفات في كل قرى مصر ، فلديه معدات تكفي لإبادة كل المخالفات الموجودة فى القرى !! وهل المعدات للهدم أم للإبادة ؟!!
ولكننا لم نر هذه التهديدات عندما يتعلق الأمر بالكنائس والأديرة في بلد أغلبيته مسلمة !!
ولك الله يا مصر