حملة دعائية مبكرة لتبرير جرائم النظام: "30 يونيو".. خطاب مستهلك ضد "الإخوان"

السبت - 10 يونيو 2023

  • وسائل الإعلام المصرية تبث مزاعم تكررت على مدى 10 أعوام بتهديد "الإخوان" لهوية الدولة ومحاولة اختطافها!!
  • استضافة شخصيات حزبية ونقابية ودينية لتزييف وعي الجمهور حول أحداث 30 يونيو وانقلاب 3 يوليو

 

إنسان للدراسات الإعلامية- خاص:

تزامنًا مع الذكرى العاشرة لـ 30 يونيو 2013، بدأت المنظومة الإعلامية المصرية حملة ممنهجة من بداية هذا الشهر، استضافت خلالها قيادات حزبية ونقابية وسياسية موالية للانقلاب، لإبراز مضامين محددة، تشمل اتهام الإخوان بأنهم يحاولون سلب الحرية وتعطيل العقول وصناعة العبيد، وأنهم يستخدمون الدين والإسلام كغطاء لأجندتهم الخاصة.

وكانت فكرة "تغيير الإخوان لهوية الدولة" حاضرة في كل المداخلات والتصريحات، وهي- بالمناسبة- فكرة محورية "هلامية" بتيت عليها أساطير كثيرة مؤسسة ل 30 يونيو وما بعدها من اتقلاب عسكري.

مضامين الحملة

رصدنا على مدار الأسبوع، وجهات نظر مختلفة حول جماعة الإخوان المسلمين. تبرز من خلالها "رؤى سلبية" تصف الإخوان بأنهم يؤثرون سلبيا على المجتمع المصري، و يستغلون الهوامش ويقدمون الخدمات للأفراد بهدف استغلالهم وخلق الفوضى والعنف.

الحملة أيضا تتهم جماعة الإخوان المسلمين بارتكاب أعمال عنف واعتداءات على المتظاهرين واستخدام "ميليشيات مسلحة"!.

غمزت الحملة بسجين الحرية والثورة الدكتور محمد البلتاجي، مدعية أنه "رفض التوقيع على بيان البرلمان الشعبي لانتقاد الرئيس الأسبق حسني مبارك"، واعتبر المتحدث بهذه الأكذوبة أن "هذا الموقف يُشدد على أن الإخوان كانوا يعانون من نقص الخبرة في السياسة والحكم وإدارة شؤون البلاد، وأنهم يتمتعون بالغباء والكذب".

أبرزت الحملة أن الإخوان رفعوا شعار "نحن وكفى" في مواجهة شعار "الوطن أولًا وأخيرًا" الذي رفعه الشعب المصري (الانقلابيون ومن عاونهم)، وحاولت تلميع تظاهرات 30 يونيو التي حشد لها مجندو وضباط الجيش والشرطة، بتصويرها أنها "ثورة واجهت تحديات عديدة"، وبأنها ثورة "هادئة حالمة" أفشلت مخطط اختطاف الدولة.

 تم التأكيد في الأسبوع الأول من الحملة على دعم الشعب المصري والقوات المسلحة "للمقاومة ضد الإرهاب"، وبأن 30 يونيو "ثورة ساهمت في صنع المستقبل وزرع الأمل في نفوس المصريين، وأدت إلى تنفيذ إصلاحات اقتصادية وتنموية".

وفي سياق هذه المضامين، جاءت تصريحات لـ"علي جمعة"، المفتي المصري الأسبق، حول 30 يونيو وأنها "لعبت دورًا حاسمًا في مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب (يقصد به الإخوان)، وأنها انتصار للديمقراطية ومظهر لقوة الشعب المصري". و أشار إلى تأسيس تيار "مصر بلدي" والذي ساهم في تكوين رأي عام "لمنع وصول مصر إلى نموذج دول الجوار في الاقتتال والحرب الأهلية"، حسب زعمه.

من جانبه ألقى المخرج "شكري أبوعميرة"، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأسبق، ببعض التهم على جماعة "الإخوان" حيث اتهمها بالاستيلاء على سيارة البث التلفزيوني في ميدان رابعة العدوية، وأن أصدرت القنوات المعادية (حسب تعبيرة) أصدرت بيانًا يعلن عودة سيارات البث، ولكن فوجئوا بأن الكاست الخاص بالتلفزيون المصري تم تعطيله وتولت إحدى القنوات المعادية البث، كما اتهم أحمد عبدالعزير، المسئول عن الإعلام الرسمي في عهد الرئيس مرسي، ووزير الإعلام وقتها صلاح عبدالمقصود، بأكاذيب فندها "عبدالعزيز" في منشور له على فيسبوك.

ومجمل العناوين التي دارت حولها مضامين الجملة ونقاشاتها هذا الأسبوع أتت كالتالي:

  • سامح عاشور: ثورة 30 يونيو استفاق بها الشعب المصري قبل ضياع مستقبله
  • سامح عاشور: الإخوان كانوا جزءًا من نظام مبارك قبل 25 يناير
  • سامح عاشور: الإخوان كانوا عايزين البلد على مقاسهم ومرسي سقط لهذا السبب
  • الرئيس الشرفي لحزب الكرامة: 30 يونيو كانت مطلبا وطنيا لإنقاذ البلاد
  • رئيس «الوفد»: وصول الإخوان للحكم أظهر وجههم القبيح
  • ضياء رشوان: اللي عايز يشارك في الحوار الوطني يدين عنف الإخوان
  • عضو لجنة العفو الرئاسي: 30 يونيو «ثورة خلاص» أنقذت مصر من محاولات اختطافها وتزييف هويتها
  • خالد دومة يكتب: الإخوان فى الميزان
  • باحث: عناصر الإخوان الإرهابية قدموا أنفسهم للمجتمع على عكس حقيقتهم
  • فريدة الشوباشي: قيام الدولة على أساس ديني لا يتناسب مع الواقع.. فيديو
  • جابر القرموطي: جماعة الإخوان حاولوا طمس الهوية المصرية..وثورة 30 يونيو أنقذت الدولة..فيديو
  • علي جمعة: ثورة 30 يونيو لعبت دورا حاسما في مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب
  • المرأة في 30 يونيو.. قيادة ودعم ضد الجماعة الإرهابية (فيديو)
  • شكرى أبوعميرة لـ"الباز": الإخوان استولوا على سيارات بث التليفزيون فى رابعة والنهضة
  • 30 يونيو ذكرى استرداد وطن.. أحداث الاتحادية سجل الإخوان الدموي والاعتداء على المتظاهرين بالميليشيات المسلحة
  • خالد يوسف لـ"الشاهد": "البلتاجي رفض دعم الشباب وقال هتقربوا لحسني مبارك لن أوقع"
  • نقيب الإعلاميين: الإخوان رفعوا شعار «نحن وكفى».. والشعب واجههم بـ«الوطن أولا»
  • سحر الجعارة: ثورة 30 يونيو أجمل أيام حياتي وفرصة لن تتكرر
  • المخرج خالد يوسف: الإخوان رفضوا المشاركة في 25 يناير
  • نشأت الديهي: الإخوان خططوا لحكم مصر 500 سنة.. و30 يونيو كتبت شهادة وفاتهم
  • رئيس «قضايا الدولة» الأسبق: حصار «الدستورية» همجية وجريمة غير مسبوقة
  • وكيل «تشريعية النواب»: التنظيم عمل بـ«أنا ومن بعدي الطوفان» وعناصره تحولوا لـ«مُستعمِر»

منابر الحملة

تم استخدام مجموعة كبيرة ومتنوعة من المنصات الإعلامية في الحملة بما في ذلك الصحف الرئيسية والمواقع الإخبارية. وتم نشر المقالات والتقارير التحليلية في صحف مثل (Elwatannews- Dostor- Elbalad- الوطن - Youm7)، بالإضافة إلى التغطية الواسعة و استخدام وسائل الإعلام المرئية والسمعية أيضًا، حيث تم بث لقاءات ومناقشات تلفزيونية (توك شو) وإذاعية مثل (برنامج "الشاهد" ل محمد الباز، المُذاع على قناة "إكسترا نيوز" وبرنامج "مصر جديدة" المذاع على قناة "etc" الفضائية وبرنامج "أخر النهار" عبر فضائية النهار و برنامج "افتح باب قلبك" المذاع على قناة سى بى سى، وبرنامج "مانشيت" عبر فضائية "سي بي سي").

كما كررت الحملة الكثير من الألفاظ والصور عبر منتجاتها لتأكيد الهوية السمعية - البصرية للحملة ومضامينها، وفي هذا السياق بعض من الكلمات التي كثر استخدامها (ثورة 30 يونيو- ضرب هوية مصر- الإخوان الإرهابية- استعادة الوطن)

الشخصيات المشاركة

تم استضافة مجموعة من الشخصيات المحسوبة على تيار 30 يونيو، أو التي صدرت لها أوامر، للتعبير عن آرائهم حول الثورة -كما تدعي الحملة-  هذه الآراء أيضا تهاجم "جماعة الإخوان المسلمين" وفي هذا السياق زعم المخرج خالد يوسف أن "الإخوان رفضوا المشاركة في الثورة المصرية في 25 يناير 2011". كما المستشار صدقي خلوصي أن "جماعة الإخوان كانت تخطط لحكم مصر لمدة 500 سنة وأن ثورة 30 يونيو أنهت هذه المخططات وكتبت شهادة وفاة للتنظيم". من جانبه، ادعى وكيل لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، إيهاب الطماوي، أن "الإخوان بذلوا محاولات الإخوان للسيطرة على مؤسسات الدولة وإقصاء الخبراء والمؤسسين".

كما جاءت آراء سامح عاشور، النقيب السابق للمحامين وعضو مجلس الشيوخ، ومحمد سامي، الرئيس الشرفي لحزب الكرامة، وعبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد. تصب كلها في جوانب سلبية مثل "عمليات الإخوان للتنصت على المؤسسات الحكومية ومحاولتهم السيطرة على النقابات والمؤسسات الرسمية" و"استغلال الإخوان للدين لصالحهم ومحاولتهم تغيير هوية مصر واختطافها لصالح تنظيمهم"  وما شابه ذلك من افتراءات..

خاتمة

الحملة الإعلامية حول 30 يونيو، والتي تبنتها المنظومة الإعلامية المصرية بكافة منابرها وأدواتها، لم تكن فقط مجرد احتفالات بـ 30 من يونيو، وإنما هي في الأساس حملة موجهة ضد جماعة الإخوان المسلمين، وهي تعكس في الحقيقة اضطراب وتناقض وخوف النظام الانقلابي في مصر، فتارة يدعي بأنها انتهت، وتارة يخصص لها حملة إعلامية ضخمه بعد مرور 10 سنوات، وهو ما يعني إدراكه أن الشعب المصري "كشف اللعبة" بعد سنوات من الإخفاقات والفشل في إدارة الدولة.